*وحش السعلوة*
▪تذكر المصرية صافي ناز : كنت مدرسة في كلية آداب المستنصرية منذ سنة ١٩٧٥ ، وحين بدأ العام الدراسي ١٩٧٩ - ١٩٨٠ في ظل صدام حسين رأيت العجب
▪- تأتيني الطالبة النجيبة ( سهيلة ) ترتجف مثل ورقة في مهب العاصفة : ست ، إتحاد الطلبة إستدعاني ، لا بد من الإنضمام لحزب البعث أو التضييق الذي لا يطاق ٠٠ ست المشكلة ليست تتعلق بي فحسب بل يتم التضييق على عائلتي بأكملها *الإنضمام للحزب حرام في عقيدتي* ، ماذا أفعل؟
كانت تطلب مني فتوى ، أجبتها :
ألست مجبرة وقلبك مطمئن بالإيمان
- كان وجه سهيلة يشحب كل يوم حتى صارت شبحآ ، تقابلني وتضع في يدي ورقة في تستر ، أقرأها *( وإتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )* ثم تختفي ،
- طلبوا منها تقارير تفصيلية عن الأهل والأقارب والجيران وزميلات الدراسة و٠٠٠و٠٠٠٠ لا تحتمل
- تمر بجواري فتاة هامسة :
*سهيلة نالت شرف الشهادة*
▪- كل صباح اقرأ الأسماء ، لأثبت الحاضر والغائب ، كل يوم غائب جديد يضاف إلى قائمة الغائبين التي تزداد طولا يوما بعد يوم : عقيل ، علي ، طالب ، نسيم ، محمد ، احمد ، هناء ، رعد ، جابر ، جميلة ، زينب ، كاظم ، فاطمة ، جعفر ، زهراء ٠٠٠
*وتزداد الهفهفات المسرعة بالهمس : نال شرف الشهادة ٠٠٠ نالت شرف الشهادة*
▪- يقابلني الطالب الفلسطيني عند بوابة الجامعة كأنه يخاطبني ، يبتسم بمرارة *الإعدامات شئ بيخوف مثل وحش السعلوة المسعور المنقض من إتجاه بلا منطق ومن دون توقع*
صورة صدام - صافي ناز كاظم
اترك تعليقا: