الدبلوماسية يجب أن لا تتحول الى استجداء وتوسل..علاقتنا مع الأُردن


 



إياد الإمارة ||

لنتوقف قليلاً عند وجهة نظر قائد الثورة الإسلامية المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي “دام ظله الوارف” حول طبيعة العمل الديبلوماسي وما ينبغي العمل عليه في هذا الجانب:
الديبلوماسية يجب أن لا تتحول الى استجداء وتوسل -مهما كان المقابل قويا- فما قيمة ما ستحصل عليه إن فقدت عزتك وعزة بلدك؟
كلام في غاية الروعة والأهمية..
ما قيمة المكاسب إن فقدنا عزتنا وعزة بلدنا؟
وكيف بنا ونحن نفقد عزتنا وعزة بلدنا بلا مكاسب!
إن ما يحدث في العراق هو العكس تماماً أي إننا نفقد عزتنا وعزة بلدنا مقابل أن نتخلى أكثر عن ثرواتنا ومكاسبنا!
أن نمنح نفطنا وخيراتنا هبات للآخرين بلا مقابل ويُمعن هؤلاء “الآخرين” في إهانتنا!
هذه مملكة الأُردن “اللقيطة” خير مثال على ذلك.
الديبلوماسية الحقيقية هي ديبلوماسية العزة والكرامة والمحافظة على الحقوق الوطنية وعدم التفريط بها بلا مقابل..
ثم إن التنازلات العراقية مهما بلغت مقاديرها فهي لن تحمي العراق ولن تحقق له الأمن، ولن تجعله في موقع إحترام الآخرين مهما بلغوا من الضعف..
إن عزة العراق وكرامته وأمنه وإستقراره لا يتحقق إلا من خلال قوته في كل شيء، قوته السياسية و العسكرية والإقتصادية والثقافية والمعرفية، وديبلوماسية الإستجداء لن تحقق للعراقيين أي مكسب على الإطلاق.
يدفع بنا البعض لأن نوقع إتفاقات مع الأُردن ومصر!
وما هي بنود هذه الإتفاقات؟ 
هو أن ندفع لهم من قوتنا اليومي أملاً بأن يستعيد العراق مكانته وموقعه العربي!
ولا نزداد -في كل يوم- إلا بعداً وخسارة وذلة وصغارة..
هذه سورية الأسد الشجاعة التي لا تملك نفطنا وثرواتنا الأخرى “ولا شايلة خشمها على الفارغ” ولا تؤمن بديبلوماسية الإستجداء كيف سحقت جبروت العرب الفارغ وأرغمتهم بقوتها على الرضوخ لإرادتها؟
هل بإمكاننا أن نتصرف كما تصرف بشار الأسد في عرينه؟
الأُردن تحولت إلى مكب نفايات لمجرمي البعث، وإلى سرادق عزاء للطاغية صدام وكل الإرهابيين، وإلى مفقس زرقاوي بشع، لكنا نخشى الأُردن “مملكة الإعانات” ويركع بعض قادتنا عند أعتاب ملكها “المتسول” بفخر!
ما هذه الذلة؟
ما هذه الحماقة؟
ما هي مكاسب هذا الجبن والخزي؟
علينا أن نهب نفطنا للأُردن “ونحن الممنونيين” وهي تُمعن بإهانة العراقي الذي يزورها!
وعلينا أن نمد أنبوب نفط البصرة إلى العقبة وهي تُجيز حزب البعث الإرهابي الصدامي للعمل السياسي على أراضيها!
وسوف نمد لها رقابنا لتقطعها في خط “التنمية” الأجوف وهي تُمعن في إذلالنا وإضطهادنا!
فمتى؟
متى يعي هذا البعض من القادة بإن الذلة ليست حلاً..
وإن القائد الذليل ليس قائداً لأن الذلة عبودية والعبودية لا تصنع قائداً ابدا..
متى؟
متى يعي هذا البعض من القادة إن القيادة الحقيقية تلك التي تُصنعُ في قلوب الناس لا في المظاهر الكاذبة ولا في التنازلات المُذلة ولا بالنسب ولا بالحسب ولا بقوة المال والنفوذ والعلاقات الدولية الخسيسة.

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: