كلمة الامين العام للحركة في المؤتمر التأسيسي

 


كلمة الامين العام للحركة الشعبية لاجتثاث البعث

في المؤتمر الاول الذي عقد في بغداد بتاريخ 08.04.2009

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 السيدات السادة الحضور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تجتاح الشارع العراقي حاليا موجة من الغضب والاستياء جراء الدعوات غير المسؤولة لبعض أركان السلطة في الحكومة العراقية المنتخبة ووسائل اعلام معينة مفادها السير الحثيث نحو المصالحة مع حزب البعث المقبور او بعض رموزة من الذين وصفوا ( بعدم تلطخ اياديهم بدماء العراقيين ) او الذين كانوا معارضين لنظام صدام البائد او البعثيين بصفتهم الشخصية غير المحسوبين على البعث الصدامي , وايا كانت المسميات التي تتلاعب بها لفظيا هذه الجهة او تلك , فأن الامر لايعدوا كونه مغامرة لم تحسب عواقبها وردود الافعال التي ستصدر من الشعب الذي لم تلتأم جراحاته بعد جراء ممارسات البعث الاجرامية .

وهناك من بعض القوى السياسية من خدع بعبارات التسميات الجديدة التي تم الالتفاف بها على تحريم حزب البعث من الناحية الدستورية وتجريمه من الناحية الجنائية القانونية لتسويق الفكرة ديمقراطيا قبل ان يسألوا الشعب في ان اسم البعث العربي الاشتراكي الذي حكم العراق بالحديد والنار لخمسة وثلاثون عاما يمكن الغاء تأريخه الدموي بجرة قلم اذا غيرنا اسمه مثلا الى ( حزب البعث العراقي ) او ( حزب البعث العربي ) ؟

ومن غرائب الامور ان الامين العام للجامعة العربية الذي كان بالامس القريب يرفض التعامل مع ( حكومة غير شرعية وعميلة للاحتلال ) بحسب تعبيره تراه يسارع في هذا الوقت بالذات بزيارة العراق ويصرح ذلك التصريح الناري الذي الهب ظهور ضحايا البعث بأقسى مما الهبته سياط المحققين في اروقة الامن العامة ومديريات امن المحافظات والطوابق السلفية من مراكز الشرطة ومديرية الاستخبارات العسكرية العامة واقسام الاستخبارات في قيادات الفيالق والفرق ومفارز الاستخبارات في الالوية والافواج وجهاز الامن الخاص وجهاز المخابرات العامة ودهاليز القصر الجمهوري واقبية اللجنة الاولمبية العراقية ومقرات قيادات الفروع والشعب والفرق الحزبية , وحتى البناية الضئيلة التابعة لنادي الزوراء الرياضي جعلوا منها معاونية امن الشالجية حيث تعرض الكثير من الادباء والشعراء الى اقسى انواع التعذيب الجسدي والنفسي على يد النقيب عوف في اواخر السبعينات من القرن الماضي .

يأتي عمرو موسى ليدعوا الى اجتذاب البعث بدل اجتثاثة في سابقة خطيرة لتدخل الجامعة العربية في الشؤون الداخلية لبلد عضو ومؤسس لها .

هل يستطيع مسوقوا فكرة المصالحة مع البعثيين التفريق بين بعثي شريف وأخر غير ؟ هل فكر هؤلاء بعاقبة القفز على أهات وتأوهات الارامل والايتام والثواكل وعوائل المفقودين وذوي العاهات المستديمة من جراء التغذيب ؟؟  هل يعلم ( الدعاة ) الى المصالحة مع البعثيين بأن دماء الشهداء الذي اعدموا بسبب قرابتهم حتى الدرجة الرابعة من الذين وصلوا الى السلطة ببركة تلك الدماء الزكية الطاهرة , ستقلب تأريخهم مرارة بعد ان كانوا شموعا للجهاد من اجل العراق ؟؟  الا يكفينا ما حل بنا من البلاء ان يتسلل البعثيون الى مفاصل الدولة المهمة ليخربوها من جديد ويخترقوا الوزارات الامنية لتحويلها الى فرق موت مرعبة وتشويه صورة هذه الاجهزة الامنية التي ضحت من اجل اعادة الامان الى هذا البلد الجريح ؟ ألا يكفي الشعب العراقي المظلوم ان يتسلل البعثيون الى قبة البرلمان تحت ستار الديمقراطية فيخربوا العملية السياسية حتى حين لم تسعفهم ذات اليد استخدموا التفجير نهارا جهارا ؟

هل يستطيع ( دعاة ) المصالحة مع البعث ان يحموا العراقيين من عودة نظرية الانقلاب الى العراق , النظرية التي ابتنى عليها نهج وتأريخ وممارسات حزب البعث في العراق ؟ والتأريخ حافل بأسماء الانقلابيين من البعثيين الذي لايتورعون عن القتل طريقة للتخلص من المنافسين السياسيين من امثال عفلق والبكر وصدام ؟ لانظن ان ( دعاة ) المصالحة مع البعث قادرون على اجراء مسح لنوايا ادمغة البعثيين الذين يراد لهم العودة الى العراقي الذي لفظهم شر لفظة ليميز الخبيث من الطيب وليميز البعثي من المبعث , أما الذي يظن انهم ضحايا الكسب العشوائي والقسري فلا نجد لذلك مبرر للمصالحة معهم فهم اصلا عناصر فاعلة الان في المجتمع ومفاصل الدولة والاحزاب السياسية والبرلمان والقسم البريئ منهم قد عاد الى الحياة الطبيعية مع ابناء شعبه بمجرد سقوط الصنم وهذا امر طبيعي للمرغم ان يكون بعثيا بالاكراه في السابق .

فلمن المصالحة ومع من ؟؟!  لابد انها ستكون مع الذين ( اخطاؤا ) وهربوا من العراق خوفا من انتقام الشعب اولئك الذين ( سودوا صفحات تأريخ العراق ) على مدى اكثر من نصف قرن .

ان الشعب العراقي الذي لاقى الويلات من نظام البعث لايهضم بسهولة من اراد ان يمررها هكذا فكرة المصالحة مع البعث كما لايقبل ان يكون مطية ذلولا لأهواء السياسيين ومطارحاتهم الكلامية لقصد او لأخر .

ان المادة السابعة الفقرة اولا من الدستور العراقي تستصرخ الضمير الحي لكل من يريد المشاركة في بناء عراق خال من اي كيان او نهج يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له وخاصة البعث الصدامي ورموزه تحت اي مسمى كان .

اليس هذا ماأقره الدستور العراقي بهذا الصدد ؟ لايمكن لاي عراقي ان يتصور حياة حرة كريمة بوجود اناس يؤمنون بالبعث فكرا وممارسة وما افرزته الاحداث قبل وبعد التاسع من نيسان من رفض قاطع لهيمنة حزب البعث نظاما وفكرا وممارسة على العراقيين طيلة العقود الثلاث الماضية دليل على ان حزب البعث ( هذا الفكر المسموم ) دخيل على عقائد واعراف المجتمع العراقي .

وفاءا منا لشهداء المقابر الجماعية وشهداء الحركة الاسلامية والحزب الشوعي العراقي وباقي الاحزاب الوطنية الاخرى وشهداء حلبجة والانفال , اننا لاننسى مأساة الكرد الفيلية وتقتيل ابناءهم  , لاننسى جرائم البعث في الكويت ولبنان ....

نحن أمة لاتنسى شهداءها , اجتثاث البعث رسالتنا الى الانسانية .

الحركة الشعبية لاجتثاث البعث

الثامن من نيسان 2009  بغداد


شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: